اكتشاف 50 قبراً وموقعاً أثرياً تعود لـ 4600 عام في منطقة سيح الحرف
برأس
الخيمة
عماد عبدالباري
(رأس الخيمة)- عثر فريق التنقيب، الذي استقدمته حكومة رأس الخيمة
بالاتفاق مع جامعة درم البريطانية العالمية، على 50 قبرا وموقعا أثريا يعود
تاريخها إلى 4600 عام في منطقة سيح الحرف برأس الخيمة الجبلية.
أعلن ذلك محمد أحمد الكيت ،مستشار الحكومة لشؤون الديوان الأميري،
ومدير دائرة الآثار والسياحة في رأس الخيمة، وعضو مجلس إدارة المجلس الوطني
للسياحة.
وقال الكيت في رده على عدد من الإعلاميين حول تساؤلات المواطنين من
أبناء منطقة سيح الحرف حول تعديل مسار الطريق الدائري لعدم تعرض عدد من المواقع
الأثرية ضمن أعمال إنشاء الطريق ، بأننا فخورون بأن لدينا شعبا واعيا يعمل إلى
جانب الحكومة في الحفاظ على التراث والموروث الشعبي ، منوها أن دائرة الآثار
والمتاحف في رأس الخيمة شرعت بالاتفاق مع جامعة درم البريطانية العالمية في تنفيذ
أعمال التنقيب على أثار منطقة سيح الحرف الجبلية التي تقع ضمن مشروع امتداد الطريق
الدائري الذي سيربطه مع شارع “ الشيخ محمد بن زايد “ (الإمارات سابقا )،منوها إلى
أن أعضاء فريق التنقيب الذي يضم 12شخصا تمكن بالفعل من العثورعلى 50 مقبرة وموقعا
أثريا، منها 4 مقابر تقع في مسار الطريق.
وأشار أن الدائرة درست عدة خيارات منها إلغاء الطريق وهو خيار مستحيل
الحدوث الحاجة الماسة إليه ، وكان الخيار الثاني عمل جسر فوق المقابر وتبين أن
تكلفته ستكون باهظة ، أما الاقتراح الثالث فهو تعديل مسار الطريق غير أن ذلك يؤدي
إلى مروره على أراضي كثيرة تخص المواطنين وتكلف تعويضات مالية كبيرة .
وأكد أن الاقتراح الرابع الذي تم الأخذ به بعد مشاورة خبراء التنقيب،
الذين أكدوا أنه يمكن أن يتم جمع المقتنيات في المقابر الواقعة في مسار الطريق
وضمها للمتحف، مبينا أن الدائرة ستقوم بتسوير باقي المناطق الأثرية التي ستكون
محاذية للطريق وعدم المساس بها من قبل أي جهة لجعلها أماكن تراثية تستقطب السياح
والزوار ، مع طباعة كتيبات ومطويات توضح معالم المنطقة التراثية وما تم العثور
علية من مقابر ومقتنيات لتبقى شاهدا لأجيال المستقبل.
وأضاف الكيت أن الدائرة تقوم بتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن
صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة بأهمية الحفاظ على التراث والآثار
في مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة على اعتبارها موروث شعبي، مبينا حيث أن مختلف
مناطق الإمارة تتمتع بتاريخ موغل في القدم وقد مرت بعدد من الفترات والحقب الزمنية
التي يعود أقدمها إلى فترة العبيد قبل آلاف سنة خلت حيث إنها تعد أقدم فترة عرفت
في رأس الخيمة وعثر على مقتنياتها وفق ما دلت علية جميع المكتشفات الأثرية التي
اكتشفتها فرق التنقيب على الآثار في الإمارة.
ومن جهته طالب عدد من مواطني منطقة سيح الحرف الجبلية برأس الخيمة
الجهات المختصة بالدولة بتعديل مسار الطريق الدائري ليكون بعيدا عن المقابر
والمواقع الأثرية التي سيخترق بعضها للحفاظ على الموروث الشعبي.
فقد طالب المواطن سعيد علي علوان الحبسي من أبناء المنطقة بتعديل مسار
الطريق للحفاظ على تراثنا ، وأيده في الرأي المواطن محمد حريز الحبسي ، مبينا أن
مسار الطريق الحالي سيدمر عددا من الأماكن الأثرية التي يفترض لها أن تكون شاهدا
لأجيال المستقبل .
وأضافت المواطنة عائشة أحمد راشد الحبسي أننا لسنا ضد الطريق الذي
يواكب النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة كما إنه سيساهم في تسهيل حركة السير
والمرور أمام حركة السيارات ولكن طلبنا يكمن في تعديل مسار الطريق لعـدم تأثر
المواقع الأثرية من خلال أعمال الطريق إضافـة إلى تضرر عدد من العزب والمنازل
والمزارع من أعمال الطريق المخطط له حاليا ولهذا نطالب بتعديل مسار الطريق.
وأكد الدكتور حمد محمد جمعة بن صراي أستاذ التاريخ القديم في جامعة
الإمارات إن القبور الطولية يعود زمنها إلى الألف الثانية قبل الميلاد، وترجع
لحضارات كانت قائمة في الجزيرة العربية، منها حضارة وادي سوق، مشيراً إلى أن مثل
تلك القبور اكتشف في 3 مناطق في الإمارات حتى الآن، واحدة في شمل برأس الخيمة،
وأخرى في قدفع بالفجيرة، والآن في سيح الحرف برأس الخيمة ، وأوضح بن صراي أن
المحافظة على الآثار من خلال التنقيب عنها وإزالة ما تراكم عليها من طبقات طينية
على مر العصور، وإظهارها للملأ بأشكالها الحقيقية ، مسؤولية تقع على عاتق الجهات
المختصة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق